"لصوص الموالح" يسرحون ويمرحون في مزارع الأردن

{title}
أخبار الأردن -

تتعرض المحاصيل في مزارع وادي الأردن لسرقات مستمرة، ويقول المزارعون إنهم يجدون أنفسهم مجبرين على دفع أموال لتوفير الحراسة وضمان سلامة منتجاتهم ومعداتهم الزراعية.

ويؤكد مزارعون، أنهم يدفعون أموالا بمبالغ مختلفة حسب حجم المزرعة، للصوص لإقناعهم بعدم سرقة مزارعهم، إو إلى الحرّاس لحماية المزارعين وأراضيهم ومحاصيلهم ومعداتهم.

ويُطلق على اللصوص، وهم معروفون في منطقة وادي الأردن، "لصوص الموالح"، ومع ذلك، فإن سرقاتهم لا تقتصر على الحمضيات، ولكنها تعتمد في الغالب على مواسم إنتاج الحمضيات.

وقال أحد المزارعين، مفضلا عدم الكشف عن هويته، إن "هذه الظاهرة ليست جديدة، وهي معروفة للمزارعين في الأغوار الشمالية منذ فترة طويلة"، مضيفا وهو يتنهد: "يضطر العديد من المزارعين مثلي إلى النوم في مزارعهم لحمايتها من لصوص الحمضيات".

وأشار إلى أن عمليات السطو تتم في الغالب في مناطق المشارع ووادي الريان، وكل الأراضي الزراعية الواقعة في المناطق النائية معرضة للسرقة.

وقال إنه لتجنب دفع الأموال للعصابات، "وظفت أربعة حراس لمزرعة الحمضيات الخاصة بي لحماية المحاصيل".

وأضاف: "يكلفني هذا 1200 دينار شهريًا، مما يعني أن 70 بالمائة من أرباحي تذهب إلى رواتب الحراس".

وقال المزارع تامر الطيراوي، الذي يمتلك مزرعة حمضيات مساحتها 1850 دونما، إن سرقة المحاصيل "تزيد العبء علينا".

وأضاف الطيراوي أن "رواتب الحراس قد تصل إلى 6000 دينار شهرياً"، مبينا أن "السارق لديه أساليب وطرق خاصة لارتكاب السرقة، ويوقع المزارعين في مشاكل معقدة".

وتابع: "كان هناك العديد من الأشخاص الذين استثمروا في مزارع الحمضيات، لكنهم اضطروا إلى بيع أراضيهم بسبب السرقات.. اللصوص يسرقون سلعًا باهظة الثمن، مثل الفاكهة الاستوائية، ويبيعونها في السوق".

من جهته، قال المزارع عبد الرحمن عبد الله: "أنا والمزارعون نتخذ كل الوسائل الممكنة لحماية ثمارنا، لكن هذا لا طائل من ورائه". وأوضح أن معظم المزارع المنتجة للحمضيات "تقع في منطقة الزرية التي يصعب على دوريات الشرطة الوصول إليها”".

وبحسب عبد الله، فإن المزارعين يطالبون بحلول جذرية لتخليص الأراضي الزراعية من مشكلة السرقة، وللمساعدة في حماية المحاصيل.

وقال إنه يتكبد "خسائر مالية كبيرة" لأن اللصوص "يطاردون أغلى الأشياء في بداية كل موسم".

وأضاف: "اللصوص يرتكبون عمليات السطو عادة ليلاً، وأحياناً في منتصف النهار، مستغلين غياب أصحابها". ولفت إلى أنهم يرسمون "خططا لسرقة المزارع من خلال مراقبة أصحابها، وخاصة من يسكنون خارج الحي، ومن ثم تهديد العمالة الوافدة التي تعمل في المزرعة".

من جهته، قال المدير العام لاتحاد المزارعين الأردنيين، محمود العوران، إن "استخدام الحراس لحماية المزارع ظاهرة قديمة يضطر المزارعون للتقيد بها خاصة في الليل وفي المزارع النائية، باعتبار أن الفقر والبطالة عاملان رئيسيان لوجود هذا السلوك (السرقة)".

وأضاف العوران أن اللصوص يسرقون الحمضيات بشكل خاص بسبب ارتفاع سعرها في السوق، خاصة في بداية الموسم، مضيفا "نخشى التعدي على مزارع الفاكهة الاستوائية عالية القيمة أيضًا"، مشيرًا إلى أن "السوق المركزي لا ينبغي أن يشتري أي منتج دون التحقق من مصدره".

تابعوا أخبار الأردن على
تصميم و تطوير